زينب بنت خزيمة
زينب بنت خزيمة، (وفاة 4 هـ) من زوجات رسول الله صلی الله عليه وآله وسلم، والمعروفة بأم المساكين، على قول المشهور أنها كانت زوجة طفيل بن الحارث بن المطلب فطلقها، فتزوجها أخوه عبيدة بن الحارث بن المطلب، فأصيب عبيدة في غزوة بدر.
بعد شهادة زوجها، خطبها رسول الله صلی الله عليه وآله وسلم فجعلت أمرها إليه فتزوجها، وذلك في شهر رمضان عام 3 هـ، ولم تعش مع رسول الله صلی الله عليه وآله وسلم إلا أشهر معدودات فماتت بعدها وهي في 30 من عمرها، فصلى عليها صلی الله عليه وآله وسلم صلاة الميت ودفنها في البقيع.
نسبها ولقبها
أبوها: هي زينب بن خزيمة خزيمة بن الحارث بن عبد الله بن عمرو بن عبد مناف بن هلال بن عامر بن صعصعة بن معاوية، وينتهي نسبها إلى مضر بن نزار بن معد بن عدنان.[١]
أمها: هند بنت عوف بن زهير بن حماطة من حمير.[٢]
لقبها: لقبت زينب بنت خزيمة (أم المساكين)، لكثرة إطعامها المساكين وصدقتها عليهم،[٣] وكذلك كانت تلقب به في زمن الجاهلية.[٤]
نقل ابن عبد البر قول أبي الحسن الجرجاني النسابة، أنها كانت أخت زوجة رسول الله (ص) ميمونة بنت الحارث لأمها، وقال: «ولم أر ذلك لغيره».[٥] وكذلك ذكر ابن حبيب البغدادي أنها أخت ميمونة لأمها. [٦]
زواجها من رسول الله (ص)
لقد أختلف المؤرخون في من كان زوج زينب قبل الزواج من رسول الله (ص)، على قول المشهور أنها كانت زوجة طفيل بن الحارث بن المطلب بن عبد مناف فطلقها، فتزوجها أخوه عبيدة بن الحارث بن المطلب،[٧] فأصيب عبيدة في غزوة بدر، ومات بالصفراء وهو في سن 64 سنة.[٨] ذكر ابن هشام في السيرة النبوية أنها كانت زوجة جهم بن عمرو بن الحارث، وهو ابن عمها، قبل أن تتزوج من عبيدة بن الحارث.[٩] وذكر البعض أنها كانت زوجة عبد الله بن جحش الذي استشهد في غزوة أحد.[١٠]
بعد شهادة زوجها، خطبها رسول الله (ص) فجعلت أمرها إليه فتزوجها، وذلك في شهر رمضان سنة 3 هـ.[١١] ويوجد أختلاف في صداقها، بعضهم قال: اثنى عشرة أوقية ونشاً، (النش: النصف من كل شيء) والبعض الآخر قال: أربع مئة درهم.[١٢]
وفاتها
ماتت بعد زواجها من رسول الله (ص) بثمانية أشهر، وذلك في ربيع الثاني سنة 4 هـ،[١٣] وذكر بعض المؤرخين أنها عاشت مع رسول الله (ص) شهرين أو ثلاثة وماتت،[١٤] فصلى عليها النبي (ص) صلاة الميت، ودفنها في البقيع.[١٥]
كان عمرها حين وفاتها 30 سنة،[١٦] ولم يمت أحد من أزواجه في حياته (ص) غيرها وغير خديجة (ع) قبلها،[١٧] وهي أول زوجات رسول الله (ص) تموت في المدينة، ولم يحصل منها على ولد.[١٨]
الهوامش
1. ابن عبد البر، الاستيعاب، ج 4، ص 1853؛ ابن حزم، جمهرة أنساب العرب، ص 274؛ ابن الأثير، أسد الغابة، ج 6، ص 129.
2. البلاذري، أنساب الأشراف، ج 1، ص 444.
3. ابن الأثير، أسد الغابة، ج 6، ص 129؛ ابن هشام، السيرة النبوية، ج 4، ص 1061.
4. ابن سعد، الطبقات الكبرى، ج 8، ص 91؛ ابن الجوزي، المنتظم، ج 3، ص 161؛ البلاذري، أنساب الأشراف، ج 1، ص 429؛ ابن عبد البر، الاستيعاب، ج 4، ص 1853.
5. ابن عبد البر، الاستيعاب، ج 4، ص 1853.
6. ابن حبيب البغدادي، المحبر، ص 106 ــ 109؛ ابن الأثير، أسد الغابة، ج 6، ص 129.
7. الطبري، تاريخ الطبري، ج 2، ص 545؛ البلاذري، أنساب الأشراف، ج 1، ص 429؛ ابن سعد، الطبقات الكبرى، ج 8، ص 91.
8. البلاذري، أنساب الأشراف، ج 1، ص 429.
9. ابن هشام، السيرة النبوية، ج 4، ص 1061.
10. ابن حجر العسقلاني، الإصابة، ج 8، ص 157؛ ابن عبد البر، الاستيعاب، ج 4، ص 1853؛ ابن الأثير، أسد الغابة، ج 6، ص 129.
11. الطبري، تاريخ الطبري، ج 11، ص 596؛ ابن عساكر، تاريخ دمشق، ج 3، ص 206؛ ابن سعد، الطبقات الكبرى، ج 8، ص 91.
12. الطبري، تاريخ الطبري، ج 11، ص 595 ــ 596؛ ابن سعد، الطبقات الكبرى، ج 8، ص 91؛ ابن هشام، السيرة النبوية، ج 4، ص 1061.
13. النويري، نهاية الإرب، ج 18، ص 178؛ الطبري، تاريخ الطبري، ج 11، ص 596؛ ابن سعد، الطبقات الكبرى، ج 8، ص 91.
14. ابن خياط، تاريخ خليفة، ص 37؛ ابن عبد البر، الاستيعاب، ج 1، ص 45.
15. الطبري، تاريخ الطبري، ج 11، 596؛ ابن سعد، الطبقات الكبرى، ج 8، ص 91.
16. ابن سعد، الطبقات الكبرى، ج 8، ص 92.
17. ابن عبد البر، الاستيعاب، ج 1، ص 45.
18. البيهقي، دلائل النبوة، ج 3، ص 159.