رقية بنت محمد رسول الله

رقية بنت محمد رسول الله صلی الله عليه وآله وسلم (وفاة 2 هـ) مِن زوجته خديجة عليها السلام بحسب ما ذكرت أكثر المصادر التاريخية، بينما ذهب البعض إلى أنها ربيبة النبي صلی الله عليه وآله وسلم، لكن لكونها ترعرعت في بيت الرسول صلی الله عليه وآله وسلم، اشتهرت ببنته صلی الله عليه وآله وسلم.

 

رافقت المسلمين في الهجرتين أولاهما إلى الحبشة والثانية إلى المدينة، وتزوجت عتبةَ ابن أبي لهب، لكنها انفصلت عنه عندما نزلت الآية المباركة ﴿تبت يدا أبي لهب﴾، وتزوجت فيما بعد مِن عثمان بن عفان. توفيت في العام الثاني للهجرة، ودفنت في مقبرة البقيع.

 

المولد والنسب

ولدت رقية قبل الهجرة في مكة،[١] سنة ثلاث وثلاثين من مولد النبي صلی الله عليه وآله وسلم.[٢] هي بنت النبي صلی الله عليه وآله وسلم من زوجته خديجة بنت خويلد،[٣] وهي أكبر بناته أو ثانيهن أو أصغرهن على اختلاف المصادر.[٤]

 

يعتقد الباحث الشيعي السيد جعفر مرتضى العاملي والعالم الشيعي في القرن الرابع الهجري أبو القاسم الكوفي، أن رقية وزينب وأم كلثوم لسنَّ بنات الرسول (ص) وخديجة، بل هن ربائبه.[٥] وألّف جعفر مرتضى كتاب بنات النبي أم ربائبه لهذا

شجرة أهل بيت الرسول (ص)

تزوجت رقیة من عتبة بن أبي لهب لكن لمّا نزلت الآية المباركة ﴿تَبَّتْ یدَا أَبِی لَهَبٍ وَتَبَّ﴾ [٧] طلَّقها زوجها بأمر أبيه.[٨] فتزوّجها عثمان بن عفان فيما بعد،[٩] واشتهر بذي النورين بسبب هذا الزواج؛ لأنه تزوج ببنتي النبي صلی الله عليه وآله وسلم رقية وأم كلثوم.[١٠] قيل إن لها وَلدا وهو عبد الله بينما نفى قتادة من المؤرخين وجود ولد لها.[١١]

 

الإيمان والهجرة

آمنت رقية بالنبي صلی الله عليه وآله وسلم مُنذ أن آمنت به خديجة (ع)، وبايعته عندما بایعته النساء.[١٢]

 هاجرت إلى الحبشة مع زوجها عثمان بن عفان، وبعدما هاجر النبي صلی الله عليه وآله وسلم من مكة إلى المدينة غادرت الحبشة إلى المدينة.[١٣]

 الوفاة

أصيبت رُقيّة بمرض الحصبة أثناء توجه النبي صلی الله عليه وآله وسلم إلي بدر فأمر عثمان بالبقاء عندها،[١٤] ثُمّ توفيت في رمضان من العام الثاني للهجرة _عام انتصار المسلمين في غزوة بدر_.[١٥]

 ذكرت بعض مصادر الشيعة أنها توفيت إثر ضرب عثمان[١٦] حيث اتهمها بأنها هي من أطلع النبي صلی الله عليه وآله وسلم على مخبأ المغيرة بن أبي العاص.[١٧]

 منع النبي صلی الله عليه وآله وسلم دفنها بيد عثمان بقوله: "لايدخل القبر رجل قارف،[١٨][١٩] وبعدما دفنت بكت عليها النساء وفيهن فاطمة،[٢٠] فجعل عمر بن الخطاب يضربهن فنهاه النبيصلی الله عليه وآله وسلم عن فعلته هذه.[٢١]

 ذكر اسمها في بعض أدعية رمضان المبارك: اللّهم صلّ علی رقیة بنت نبيك ....[٢٢]

 

المدفن

توفيت رقية ثم أمر النبي صلی الله عليه وآله وسلم بدفنها في البقيع،[٢٣] وكانت في البقيع مقبرة منسوبة إلى بنات النبي صلی الله عليه وآله وسلم، تقع شمال مضاجع أئمة البقيع (ع) وجنوب غربي قبور زوجات النبي صلی الله عليه وآله وسلم، وكان عليها ضريح من نحاس،[٢٤] لكنها دُمرت على أيادي الوهابية.[٢٥]

 

الهوامش

1. ابن عبد البر، الاستیعاب، ج 4، ص 1839.
2. ابن سيد الناس، عيون الأثر، ج 3، ص 358.
3. الحميري، قرب الإسناد، ص 9؛ الصدوق، الخصال، ج 2، ص 404؛ ابن عبد البر، الاستیعاب، ج 4، صص 1139 و1140.
4. ابن عبد البر، الاستیعاب، ج 4، ص1839.
5. العاملي، الصحیح من سیرة النبي الأعظم، 1385 ش، ج 2، ص 218؛ العاملي، بنات النبي اَم ربائبه؟، 1413 هـ، ص 77_79؛ الکوفي الاستغاثه، ج 1، ص 68.
6. العاملي، بنات النبي اَم ربائبه؟، 1413 هـ.
7. المسد:1.
8. البلاذري، أنساب الأشراف، ج 1، ص 401.
9. ابن عبد البر، الاستیعاب، ج 3، ص 1038 وج 4، ص 1139 ـ 1140؛ كحّالة، أعلام النساء، ج 1، ص 457؛ ابن‌سعد، الطبقات الکبری، ج 8، ص 35.
10. السیوطي، تاریخ الخلفاء، ص 119.
11. ابن سعد، الطبقات الکبری، ج 8، ص 35؛ ابن عبد البر، الاستیعاب، ج‏ 4، ص ‌1840، وج 3، ص 1037؛ ابن حجر العسقلاني، الإصابة، ج 5، ص 16 وج8، ص 138؛ الطبري، ذخائر العقبى، ص164.
12. الصالحي الدمشقي، سبل الهدى والرشاد، ج 11، ص 33.
13. ابن عبد البر، الاستیعاب، ج‏ 3، ص ‌1038، وج 4، صص 1139 و1140؛ کحّالة، أعلام النساء، ج 1، ص 457؛ ابن‌ سعد، الطبقات الکبری، ج 8، ص 35.
14. ابن عبد البر، الاستیعاب، ج‏3، ص 1038.
15. ابن عبد البر، الاستیعاب، ج‏ 3، ص 1038.
16. الکلیني، الكافي، ج‏ 3، ص 236.
17. المجلسي، بحار الأنوار، ج 22، ص 167.
18. يقال: قرف الذنب واقترفه إذا عمله. وقارف الذّنب وغيره إذا داناه ولاصقه. وقرفه بكذا: أى أضافه إليه واتّهمه به.وقارف امرأته إذا جامعها. (ابن الأثير، النهاية، ج 4، ص 45.)
19. ابن حجر العسقلاني، الإصابة، ج 8، ص 139؛ الأمین، أعیان‌ الشیعة، ج 3، ص 487.
20. کحّالة، أعلام‌ النساء، ج 4، ص 458.
21. کحّالة، أعلام‌ النساء، ج 4، ص 458.
22. الطوسي، تهذیب‌ الأحکام، ج 3، ص 120.
23. ابن شبة، تاریخ‌ المدینة‌ المنورة، ج 1، ص 103؛ ابن سعد، الطبقات الکبری، ج 8، ص 37.
24. جعفریان، بنجاه سفرنامه حج قاجاري، ج 5، ص 241.
25. الماجري، البقیع قصة التدمیر، صص 113 - 139؛ الأميني، بقیع الغرقد، ص 49.