مسجد النبي (صلّى الله عليه وآله):
مسجد النبي (صلّى الله عليه وآله):
مسجد النبي (صلّى الله عليه وآله) في المدينة المنورة من أفضل المساجد على وجه الأرض من بعد المسجد الحرام، وفيه قبر رسول الله (صلّى الله عليه وآله) ويزوره الملايين من المسلمين على مدار السنة.. بعدما تحرك النبي باتجاه المدينة من منطقة قبا التي أقام بها بحدود أربعة أيام ومعه الإمام علي (عليه السلام) وأهل بيته وأصحابه، وبعد أن تحرّك من قبا بمسافة كيلومتر واحد وصل إلى قبيلة بني سالم بن عوف، وصلى عندهم صلاة الجمعة، وبعد ذلك بنوا عليه مسجداً وسمي مسجد الجمعة، وكانت هذه أول صلاة جمعة صلاها رسول الله (صلّى الله عليه وآله) في المدينة المنورة.. اجتمعت العشائر والقبائل على رسول الله (صلّى الله عليه وآله) وطلبوا منه أن يقيم في بيوتهم، ولكنّ رسول الله (صلّى الله عليه وآله) كان يرفض ذلك ويقول لهم: (خلوا سبيل الناقة فإنّها مأمورة)، وبعد أن اجتازت الناقة مختلف القبائل وصلت إلى بيوت بني مالك بن النجار، وبركت مقابل دار أبي أيوب الأنصاري، الذي كان من الأوفياء لرسول الله (صلّى الله عليه وآله)، ومن الفقراء في تلك المنطقة.. الأرض التي بركت عليها ناقة رسول الله (صلّى الله عليه وآله) مجاورة لدار أبي أيوب الأنصاري، وكانت تعود إلى يتيمين من قبيلة بني النجار باسم سهل وسهيل، بعد ذلك اشترى رسول الله (صلّى الله عليه وآله) الأرض من ولي اليتيمين معاذ بن عفراء، بعشرة دنانير بعد ذلك بنى رسول الله (صلّى الله عليه وآله) على هذه الأرض مسجده وأرسى قواعده، وأصبح من ذلك اليوم وإلى يومنا هذا القاعدة الحصينة التي انطلق منها الإسلام، وأضاء نوره ربوع العالم الذي كان مظلماً بالجاهلية الجهلاء، من هذا المسجد النبوي أخذ رسول الله (صلّى الله عليه وآله) يدير شؤون دولته الاقتصادية والسياسية والاجتماعية والثقافية، وبعد ذلك أصبحت المساجد داراً ومقراً لإدارة شؤون الدولة الإسلامية على مرّ العصور وخاصة في صدر الإسلام، مثل: المسجد الحرام، ومسجد النبي، ومسجد الكوفة، والمسجد الأقصى، ومسجد السهلة، وغيرها من المساجد.. وروي أنه استمر بناء المسجد سبعة أشهر، وكان رسول الله (صلّى الله عليه وآله) يبني مع أصحابه الخلّص أمثال: سلمان الفارسي، وعمار، وعلي بن أبي طالب (عليه السلام) والمقداد بن الأسود، وغيرهم، وكان عمل الرسول (صلّى الله عليه وآله) معهم في بناء المسجد يعطيهم القوة والشجاعة والاستمرار في العمل، وقال أحدهم شعراً:
لئن قعدنا والنبي يعمل فذاك مِنَّا العَمَلُ المُضَلَّلُ
لا عيش إلا عيشنا بالآخرة ربي ارحم الأنصار والمهاجرة
كانت مساحة المسجد في البداية بحدود (2071) متراً مربعاً، وبعد رجوع النبي (صلّى الله عليه وآله) من معركة خيبر زاد مساحته وأصبح (2433) مترا مربعا، وأخذ الخلفاء والولاة والملوك والسلاطين بمرور الزمن في توسعة المسجد وإلى يومنا هذا، حيث خربت البيوت والأسواق الأثرية وبيوت الأصحاب وأهل البيت التي كانت في أطراف المسجد، وأضيفت إلى توسعة المسجد، وقد بلغت مساحة المسجد في زمن الملك فهد بن عبد العزيز إلى (99327) متراً مربعاً تقريباً، ويتسع لـ (750000) مصلّ.. وأنشئت له ساحات خارجية ومرافق متميزة، فبلغت مساحته الكلية 327 و400 م2، ويتسع لأكثر من مليون مصلّ.