مقام إبراهيم (عليه السلام)
(فِيـهِ آيَـاتٌ بَيِّنَـاتٌ مَّقَـامُ إ بْرَاهِيـمَ وَمَـن دَخَلَـهُ كان آمِنـاً وَلله عَلى النَّـاس حِـجُّ البَيْـتِ مَـن اسْـتَطَاعَ إليه سَـبيلاً وَمَـن كفَرَ فإنّ الله غنيٌّ عن العالَمِين)
يقــع مقــام إبراهيــم (عليه السلام) مقابــل بــاب الكعبــة بمســافة (13 م) عــن جــدار الكعبـة، يتكـون مـن قاعـدة رخاميـة وغطـاء زجاجـي وعليـه قبّـة ذهبيّـة، ويقـع فـي وسـطه حَجـرٌ فيـه آثـار قـدم نبـيّ الله إبراهيـم (عليه السلام) وارتفاعـه عـن الارض (3م)، وهــذا الحَجــر أنزلــه الله تعالــى مــن الجنّــة مــع الحجــر الأســود، وقــف عليـه إبراهيـم (عليه السلام) وبنـى الكعبـة، ونـادى النّـاس للحـجّ.
وروي عـن ابـن عبّـاس أنّـه قـال: " ليـس فـي الأرض مـن الجنّـة إلّا الركن الأسـود والمقـام، فإنّهمـا جوهرتـان مـن جواهـر الجنّـة، ومـا مسّـهما ذو عاهة إلّا شـفاه الله "
عندمــا أراد إبراهيــم أن يبنــي البيــت وقــف علــى الحجــر الــذي داخــل المقـام، وكان إسـماعيل يناولـه الحَجـر وإبراهيـم يبنـي، وبعدمـا انتهـى مـن البنــاء، أمــر الله إبراهيــم أن يــؤذّن فــي النّــاس بالحــجّ، فقــام علــى المقــام وقـال: " أيّهـا النّـاس، أجيبـوا ربّكـم " فأجابـه النّـاس وقالـوا: لبّيـك اللهـمّ لبّيــك...
كان المقـام ملصقـاً بالكعبـة، فقلعـه السـيل مـن مكانـه فـي زمـن الجاهلية فوضعـوه بعيـداً عـن الكعبـة، وفـي زمـن رسـول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم) بعـد أن فتح مكّة ودخلها أرجعـه الـى مكانـه ملصقـاً بالكعبة.
وفـي سـنة 17 هــ أرجعـه عمـر بـن الخطّـاب ووضعـه فـي الموضـع القديـم وهــو الموضــع الحالــي.
وفـي هـذه الصخـرة التـي وقـف عليهـا إبراهيـم (عليه السلام) يُـرى أثـر قـدم إنسـان بوضــوح، وهــذا بذاتــه معجــزة وآيــة إلهيّــة بيّنــة، فكيــف يــرى أثر قــدم الإنســان فــي جســم صلــد؟! والأثــر هــو أثــر قــدم النبــيّ إبراهيــم (عليه السلام)
وقــد صلّى رســول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم) صــلاة الطــواف خلــف مقــام إبراهيــم وتلا قوله تعالى: (وَاتَّخِــذُوا مِــنْ مَقــام إبْراهِيــمَ مُصَلًّــى).
الدعاء
عند الصلاة خلف مقام إبراهيم ع:
فإذا فرغ من الطواف أتى مقام إبراهيم و يصلّي ركعتين و يجعل المقام أمامه و يقرأ في
الأولى بعد الحمد التوحيد، و في الثانية الجحد، ثمّ يتشهّد و يسلّم و يحمد اللّه و
يثني عليه و يصلّي على النبيّ و آله و يسأل اللّه أن يتقبّله منه و أن لا يجعله آخر
العهد منه فيقول:
«الحمد اللّه بمحامده كلّها على نعمائه كلّها حتّى ينتهي الحمد إلى ما يحبّ ربّي و
يرضى، اللّهمّ صلّ على محمّد و آل محمّد، و تقبّل منّي، و طهّر قلبي، و زكّ عملي»