الملتزم:

الملتـزم: معنـاه لـزوم الشـيء والتمسّـك بـه بشـدّة، والتشـبّث بـه، ألزمته: أي أثبتّــه وأدمتــه، ولازمــت الغريــم ملازمــة وتعلّقــت بــه، والتزمتــه: اعتنقتــه فهـو ملتـزم، ومنـه يقـال لمـا بيـن بـاب الكعبـة والحجـر الأسـود الملتـزم، لأنّ النـاس يعتنقونـه، أي يضمونـه إلـى صدورهـم.

والملتــزم قســم مــن جــدار الكعبــة، يقــع مــا بيــن الحَجــر الأســود وبــاب الكعبــة، وهــو مــكان اســتجابة الدعــاء، وكان الأنبيــاء والأئمّــة الأطهار (عليهــم الســلام) يلصقون صدورهــم علــى الجــدار ويدعــون الله تعالــى ويســتجاب لهــم.

وروي أنّــه لمــا هبــط آدم (عليه السلام) مــن الجنّــة، طــاف بالبيــت ســبعاً وصلّــى وجــاء إلــى الملتــزم ودعــا الله وطلــب منــه التوبــة والمغفــرة، فتــاب الله عليــه.

روي عــن رســول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم) أنّــه قــال: طــاف آدم بالبيــت ســبعاً حيــن نــزل، ثــمّ صلّى ركعتيـن، ثـمّ أتـى الملتـزم فقـال: " اللّهـمّ إنّـك تعلـم سـريرتي وعلانيتي فاقبـل معذرتـي، وتَعْلَم مـا فـي نفسـي ومـا عنـدي فاغفـر لـي ذنوبـي، وتَعْلَم حاجتـي فأعطنـي سـؤلي، اللهـمّ إنّـي أسـالك إيمانـاً يباشـر قلبـي، ويقينـاً صادقـاً حتّـى أعلـم أنّـه لـن يُصيبنـي إلّا مـا كتبـت لـي، والرضـا بمـا قضيـت علَـيّ "

فأوحــى الله تعالــى إليــه: يــا آدم، قــد دعوتنــي بدعــوات، واســتجبت لــك، ولــن يدعونــي بهــا أحــد مــن ولــدك إلّا كشــفت همومــه وغمومــه، وكففــت عليــه ضيعتــه، ونزعــت الفقــر مــن قلبــه، وجعلــت الغنــى بيــن عينيــه...

وهـو مـن المَواطـن التـي يسـتجاب عندهـا الدعـاء فـإذا جئـت إلـى الملتـزم بيــن الركــن والبــاب ضــع صــدرك ووجهــك علــى جــدار الكعبــة، وافتــح ذراعيــك وكفّيـك بسـطًا، وادعُ الله بمـا تريـد... روي أنّـه هكـذا كان يفعـل رسـول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم)