المستجار:
يقـع المسـتجار بجانـب الركـن اليمانـي فـي القسـم المقابـل لبـاب البيـت مـن المغـرب عندمـا كان للبيـت بابـان: بـاب إلـى المشـرق وبـاب إلـى المغـرب، ويقـع حاليـاً فـي ظهـر الكعبـة، ومـكان البـاب قريـب مـن الملتـزم، وقـد هدّمـت قريـش البـاب الثانـي للكعبـة عندمـا جـدّدت بناءهـا، وهـو السـبب فـي اتّحـاد الملتـزم والمسـتجار...
وهـو المـكان الـذي اسـتجارت بـه فاطمـة بنـت أسـد عندمــا كانــت حامــلاً بعلــيّ بــن أبــي طالــب (عليه السلام) وجاءهــا الطلــق فاســتجارت بــالله تعالــى خــوف أن تلــد فــي الطريــق، فانشــقّ لهــا جــدار الكعبــة ودخلــت ووضعــت وليدهــا المبــارك، أميــر المؤمنيــن علــيّ بــن أبــي طالــب (عليه السلام) وليــد الكعبــة، وعلــى هــذا يســمّى المســتجار، ويسـمّى أيضاً بـ (المتعـوّذ).
وروي عـن الإمـام زيـن العابديـن (عليه السلام) قـال: " لمّـا هبـط آدم إلـى الأرض طــاف بالبيــت، فلمّــا كان عنــد المســتجار دنــا مــن البيــت فرفــع يديــه إلــى السـماء، فقـال: يـا ربّ، اغفـر لـي، فنُـودي: إنّـي قـد غفـرتُ لـك، قـال: يـا ربّ، ولولــدي ! فنــودي: يــا آدم، مــن جاءنــي مــن ولــدك فبــاءَ ـ أي اعتــرف ـ بذنبــه بهــذا المــكان غفــرتُ لــه "
الدعاءعند المستجار
وعن أبي عبد الله (عليه السلام) : إذا فرغت من طوافك وبلغت
مؤخر الكعبة وهو بحذاء المستجار دون الركن اليماني بقليل فابسط يديك على البيت،
وألصق بدنك وخدّك بالبيت وقل:
((اللَّهُمَّ الْبَيْتُ بَيْتُكَ والْعَبْدُ عَبْدُكَ وَهَذَا مَقَامُ الْعَائِذِ
بِكَ مِنَ النَّارِ)).
ثم أقر لربك بما عملت، فإنه ليس من عبد مؤمن يقر لربه بذنوبه في هذا المكان إلا غفر
الله له إن شاء الله. وتقول:
((اللَّهُمَّ مِنْ قِبَلِكَ الرَّوْحُ وَالْفَرَجُ وَالْعَافِيَةُ اللَّهُمَّ
إِنَّ عَمَلِي ضَعِيفٌ فَضَاعِفْهُ لِي وَاغْفِرْ لِي مَا اطَّلَعْتَ عَلَيْهِ
مِنِّي وَخَفِيَ عَلَى خَلْقِكَ)).
ثم تستجير بالله من النار وتخير لنفسك من الدعاء، ثم تستلم الركن اليماني ثم أئت
الحجر الأسود.
وفي رواية أخرى عنه (عليه السلام) : ثم استقبل الركن اليماني والركن الذي فيه الحجر
الأسود واختم به وتقول:
((اللَّهُمَّ قَنِّعْنِي بِمَا رَزَقْتَنِي وَبَارِكْ لِي فِيمَا آتَيْتَنِي)).
ويستحب للطائف في كل شوط أن يستلم الأركان كلها، وأن يقول عند استلام الحجر الأسود:
((أَمَانَتِي أَدَّيْتُهَا وَمِيثَاقِي تَعَاهَدْتُهُ لِتَشْهَدَ لِي
بِالْمُوَافَاة)).