مساجد مكَّة

قد يكون مفاجئاً للبعض، أنَّ الكثير من مساجد مكة المكرَّمة كما الكثير من معالم الإسلام القديمة مندثرُ، ولا أثر له، إلاَّ ما حكت عنه كتبُ التاريخ والأحداث...

وحتى المساجد الموجودة حالياً، فإنَّ بعضها لا تُكتب عليها أسماؤها، بل اكتُفِيَ بترقيمها من قِبَلِ البلديَّة (أمانة العاصمة المقدَّسة).

ومن المسجد المعروفة التي بقيت، أو عُرف مكانُها واندثر بنيانُها:

1- مسجد الجن: وهو المكان الذي قرأ رسولُ الله (ص) على الجن رُبْعاً من القرآن الكريم، وعلى إثْر ذلك نزلت سورة الجن عليه(ص) فبنى المسلمون مسجد الجن.

قال الله سبحانه وتعالى: (قُلْ أُوْحِيَ إليَّ أنَّه نَفَرٌ من الجنِّ فقالوا إنَّا سمعنا قرآناً عجباً، يهدي إلى الرُّشْد فآمنَّا به، ولن نُشْركَ بربِّنا أحداً). ^{سورة الجن المباركة، الآية 1-2.}

وقد يُطلق عليه اسم "مسجد البَيْعة" لأنَّ بايعوا رسول الله (ص) في ذلك الموضع.

يقع أمام مقبرة المعلاة (بعد مركز البريد) وبابه على الشارع العام (الأتوستراد) الذي يوصل إلى المعابدة، وبجانب المسجد مكتب لشضركة كهرباء مكة.

ويُمْكن أن يقصده زائر مقبرة الحجون مشياً على الأقدام.

2- مسجد الشَّجَرَة: حيث دعا النَّبيُّ(ص) شجرةً كانت هناك، وهذا معروف من معجزاته (ص)، فاستجابت له، وأتَتْه بأصلها وعروقها حتى وقفت بين (ص)، ثم أمرها فرجعت إلى موضعها. وهذا المسجد بأعلى مكة، قرب مسجد الجن.

3- مسجد الإجابة: مسجد معروف، يُقال إنَّ النَّبيَّ (ص) صلَّى فيه. يقع قرب دائرة المعابدة، على يسار الذهب إلى مِنى.

4- مسجد الهجرة أو مسجد أبو بكر: لأنَّها جزءٌ من داره التي هاجر منها إلى المدينة. يبعد عن المسجد الحرام مسافة 200 متر جنوباص من جهة المسفلة.

5- مسجد انشقاق القمر: والحادثة معروفة في التاريخ الإسلامي، وهي من معجزاتنم النَّبيِّ (ص) فبعد أن تحدَّاه المشركون إنْ كان قادراً على شقِّ القمر، أشار بسبَّابته الشريفة إلى القمر، فأنشقَّ نصفين بإذن الله تعالى، نصف فوق جبل أبي قُبَيْس، ونصف فوق جبل قُعَيْقعان. فبُنى هذا المسجد فوق جبل أبي قُبَيْس، ولكنَّه هُدم في السنوات الأخيرة.

6- مسجد الراية: وسُمي كذلك، لأنَّ النَّبي (ص)عندما قرَّر فتح مكة في السنة الثامنة للهجرة، ووصل إلى أعلاها مع جيشه، نصب الراية هناك، وصلَّى.

أُعيد تعميره منذ عقود، إلاَّ أنه هُدم من سنوات بسبب توسعة شارع الحجون، وبُني بالقرب منه مسجدٌ آخر.

7-مسجد التنعيم: وهو حدُّ الحرم من جهة المدينة، وبينه وبين أبواب المسجد الحرام 6كلم، ولا يجوز تجاوزه باتجاه مكة المشرَّفة، إلاَّ لِمْن كان مُحْرماً. وأحرم النَّبيُّ (ص) للعمرة من هذا المكان، وهو مقصد مَنْ يريد العمرة الآن.

وقد يُسمَّى "مسجد عائشة" حيث أمر الرسول (ص) أخاها عبد الرحمن بأن يأخذها لتُحرم بالعمرة من التنعيم، وذلك بعد أن حجَّت مع الرسول(ص) حجَّة الوداع.

وهو الآن مسجد ضخم فخم، يُمكن الوصول إليه عند طلب ذلك من أيِّ سائق أُجرة، فهو معروف جداً ومن المعالم الأساسيَّة لمكَّة.

8- مسجد الحُدَيْبيَّة: وهو من الأمكان التي يُمكن الإحرام منها للعمرة، وقد أحرم رسولُ الله (ص) عنده في السَّنة التي مُنع فيها من دخول مكة المكرمة، وكان ذلك في السَّنة السادسة للهجرة، حيث وقع الصلحُ مع المشركين لعشر سنين، ثم نقضعوه بعد سنتين، فكان فتح مكة.

وفي هذا المكان كانت بيعة الرضوان (قيل سُمِّيت بالحُديبيَّة لشجرة حَدْباء كانت هناك) التي ذكرها اللهُ تعالى ملكه في كتابه المجيد، قال سبحانه: (لقد رضِيَ الله عن المؤمنين إذْ يُبايعونك تحت الشَّجرة فَعَلَمَ ما في قلوبهم، فأنزل السَّكينة عليهم وأثار بهم فتحاً قريباً). ^{سورة الفتح المباركة، الآية 18.}

وقال سبحانه: (إنَّ الذين يُبايِعونك إنَّما يُبايِعُون اللهَ، يدُ اللهِ فوق أيديهم) ^{سورة الفتح المباركة، الآية 10.}

وتبتعد الحُدَيْبيَّة عن المسجد الحرام حوالي 25 كلم في منطقة الشميسي ويُمكن الإحرام منها، وإن جرت العادة أن يقصد المعتمرون مسجد التنعيم لأنَّه أقرب إلى الحرم.

9- مسد الجِعرانة: بكسر الجيم، وإنْ كان أهلُ مكَّة اليوم ينطقون بفتحها.

ويُقصد هذا المسجد لإحرام العمرة، والطريق إليه مُعبَّدة وسهلة، وماءُ هذه المنطقة معروف معذوبته.

ورُوي أنّ النَّبي(ص) لمَّا رجع من حُنين، قسَّم المغانم في الجِعرانة، وغَرَزَ رمحه هناك فنبع الماء.