معالم المسجد النَّبوي الشريف

| |عدد القراءات : 223
معالم المسجد النَّبوي الشريف
  • Post on Facebook
  • Share on WhatsApp
  • Share on Telegram
  • Twitter
  • Tumblr
  • Share on Pinterest
  • Share on Instagram
  • pdf
  • نسخة للطباعة
  • save

  

معالم المسجد النَّبوي الشريف

 المسجد النَّبوي الشريف:

وهو أفضل مسجد على وجه الأرض بعد المسجد الحرام في مكَّة المكرَّمة، والصلاة فيع تُعادل ألف صلاة في غيره من مساجد الدنيا.

 وفي النصِّ عن رسول الله (صلى الله عليه وعلى آله وسلم ): "الصلاة في مسجدي تعدل ألفَ صلاة في غيره إلاَّ المسجد الحرام فهو أفضل".

 وهو الآن كبير جداً، وفي منتهى الفخامة، وذلك بعد العديد من الإضافات والتوسعة عليه عبر التاريخ.

 ويشمل بيت رسول الله (صلى الله عليه وعلى آله وسلم ) وبيت علي(عليه السلام ).

 وفي داخله الروضة الشريفة الطاهرة التي تضم الجسد المبارك لمولانا رسول الله (صلى الله عليه وعلى آله وسلم )، ويمتاز أيضاً بأن فيه روضةً من رياض الجنَّة، وذلك بإجماع المسلمين، وتُقصد على مدار الساعة للفوز بصلاة ٍ عندها.

 الروضة الشريفة:

تواتر الحديثُ المعروف عن رسول الله (صلى الله عليه وعلى آله وسلم ): "ما بين قبري ومنبري روضة من رياض الجنَّة".

 وفي حديث آخر عنه (صلى الله عليه وعلى آله وسلم ): "ما بين بيتي ومنبري روضةٌ من رياض الجنَّة".

 وفي النصِّ عنه (صلى الله عليه وعلى آله وسلم ):"إن منبري على تُرع الجنَّة".

 والتُرعة هي الروضة على المكان المترفع خاصة.

 قيل عن هذه الروضة الشريفة إنّها تُؤدِّي إلى الجنَّة، أو إنَّها كروضة من رياض الجنَّة في نزول الرحمة، فهي روضة حقيقيَّة.

 طولها 22متراً وعرضها 15متراً أي إنَّ مساحتها الإجمالية حوالي 330 مُربَّعاً، وتشمل المرقد الطاهر لرسول الله (صلى الله عليه وعلى آله وسلم ) والمحراب والمنبر وبيت السيدة فاطمة الزهراء(عليها السلام )، لذا، فإنَّ الروضة التي يُصلَّي فيها حالياً هي جزء من الروضة بتمامها لدخول بعض أجزاء البناء المقام حول الحُجْرة الشريفة.

 وقد مُيِّزت بتغليف أعمدتها بالحجر الأبيض من أسفلها.

 المحراب الشريف:   

في زمن النَّبي لم يكنْ محرابٌ، إنَّما عُرفت المحارِيبُ بين المسلمين عندما أدخلها عمبر بن عبد العزيز في مسجد رسول الله(صلى الله عليه وعلى آله وسلم ) سنة 88-91 هجرية.

 والمحراب في اللغة، صدر المجلس والمكان الرفيع.

 والمحراب الذي يراه الزوّار الآن هو من عمارة الأشرف قايتباي، وهو نفيسٌ جميل جداً، وهو من حجر المرمر ومزيَّن بالآيات القرآنية.

 أعمدة المسجد الشريف:

المعروفة باسم "أساطين المسجد"، وما زالت في مكانها منذ بُنيت على عهد النَّبي(صلى الله عليه وعلى آله وسلم )، إنَّما كانت من جذوع النَّخل فأصبحت من الرُّخام أو المرمر.

 وأشهرها ثمانية دخلت التاريخ:

 أ_ الأسطوانة المخلَّقة: أي المطيَّبة، لأنَّها كانت تُطيَّب إكراماً لكونها عند مُصلَّى إكراماً لكونها عند مُصلَّى رسول الله(صلى الله عليه وعلى آله وسلم ) حيث كان يُصلِّي عندها(والخُلُوق هو الطِّيب).

يدخل بعضُها في المحراب النَّبوي الشريف، وكُتب عليها "الاسطوانة المخلَّقة".

 ب- اسطوانة المهاجرين: حيث كان المهاجرون يجتمعون عندها.

وهي الثالثة من المنبر، والثالثة من القبر، والثالثة من القِبْلة.

وتُسمََّى "اسطوانة القَرْعة" لقول رسول الله (صلى الله عليه وعلى آله وسلم ): "إنَّ في مسجدي لبقعة ً قِبَلَ هذه الاسطوانة، لو يعلم النَّاس ما صلَّوا فيها إلاَّ أنْ تطير لهم قَرْعة"(من شدّة الازدحام والتقاتل للفوز بركعتين في هذا المكان الطاهرة).

 ج- اسطوانة التوبة: ويُقال لها أيضاً اسطوانة أبي لبابة الذي خالف أمر الله عزَّ وجل، وذلك في قصة طويلة(1)، واعترف بأنَّه خان الله ورسوله(صلى الله عليه وعلى آله وسلم )، فخجل أن يرجع إلى النَّبي (صلى الله عليه وعلى آله وسلم )، وقصد المسجد وربط نفسه بهذا العمود.... وحلف أن لا يحلَّ نفسه إلاَّ يُحلَّه رسول الله (صلى الله عليه وعلى آله وسلم ) أو تنزلَ توبتُهُ. 

قال الله تبارك شأنه:(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَخُونُوا اللَّهَ وَالرَّسُولَ وَتَخُونُوا أَمَانَاتِكُمْ وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ ) سورة الأنفال المباركة، الآية 27.

 وفي وقت السحر حيث كان النَّبي (صلى الله عليه وعلى آله وسلم ) في بيت أم سلمة، أنزل الله عزَّ وجلّ: {وَآخَرُونَ اعْتَرَفُوا بِذُنُوبِهِمْ خَلَطُوا عَمَلًا صَالِحًا وَآخَرَ سَيِّئًا عَسَى اللَّهُ أَنْ يَتُوبَ عَلَيْهِمْ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ}  سورة التوبة المباركة، الآية102.

 فأطلقه رسولُ الله (صلى الله عليه وعلى آله وسلم ) وهو خارجٌ لصلاة الصبح، فسمِّيت اسطوانة التوبة.

 وعلى كل حال، هذا المكان الشريف له شأنٌ عظيم، لأن رسول الله (صلى الله عليه وعلى آله وسلم ) كان يتعبَّد عنده ويُصلَّي، وكان يعتكف هناك.

 لذا رُوي استحبابُ إقامة الصلاة والدعاء والجلوس عند هذه الاسطوانة. منْ لا يحضره الفقيه،ج2،ص355.

 وموقعها أنَّها الرابعة من جهة المنبر، والثانية من الضريح المبارك، والثالثة من ناحية القِبْلة، مكتوبٌ عليها اسمها.

 د- اسطوانة السرير: حيث كان النَّبي (صلى الله عليه وعلى آله وسلم ) يضع سريره هناك عندما يريد النوم في أقات اعتكافه. وهي الاسطوانة اللاصقة بالشُّباك المطلّ على الروضة الشريفة، بعد اسطوانة التوبة مباشرة من جهة الشرق، وهي أول اسطوانة من جهة القبلة، تتَّصل بالجدار الغربي للحجرة. (وهي التي تلي رأس النبَّي (صلى الله عليه وعلى آله وسلم ) مباشرة).

 هـ أسطوانة المحرس (الحرس): أو اسطوانة علي بن أبي طالب(عليه السلام ) السلام حيث كان يقف عندها حارس رسول الله (صلى الله عليه وعلى آله وسلم ).

تقع خلف اسطوانة السرير من جهة الشمال.

(تقع عند نهاية الحجرة الشريفة وقبل بيت فاطمة (عليها السلام ).

 و- اسطوانة الوفود: حيث كان رسول الله (صلى الله عليه وعلى آله وسلم ) يجلس هناك ليُـقابل الوفود الآتية إليه.

 ويجلس هناك كبار الصحابة خاصة من بني هاشم.

تقع هذه الاسطوانة خلف اسطوانة المحرس من الشمال، في منتصف الشباك المطلّ على بيت الزهراء (عليها السلام ).

 ز- اسطوانة جبريل: فإنَّـها باب فاطمة بنت رسول الله (صلى الله عليه وعلى آله وسلم ) الذي كان عليٌّ يدخل عليها منه.

(للأسف لا يُمكن إدراك هذا المكان الآن لأنَّه واقعٌ داخل الجدار المحيط بالقبر الشريف).

تقع عند منحرف الجدار الغربي إلى الشمال، في صفِّ اسطوانة الوفود.

 ح- اسطوانة التهجُّد: مكان تهجُّد رسول الله (صلى الله عليه وعلى آله وسلم ) كل ليلة، إذا امكفأ النَّاس.

تقع وراء بيت فاطمة (عليها السلام ) من جهة الشمال، وهناك محراب صغير، إذا استقبله المصلِّي، تكون الاسطوانة على يساره باتجاه باب جبرايل (عليه السلام ).

 ط- اسطوانة الحنَّانة: وهو الجذع الذي حنَّ لرسول الله (صلى الله عليه وعلى آله وسلم ) وكان يخطب عنده الجمعة، عندما قرَّر تركه إلى حيث وُضع له المنبر الجديد... فحنَّ الجذع مرّات وبأصوات عالية حتى خاف الناس، فأقبل رسول الله (صلى الله عليه وعلى آله وسلم ) حتى مسَّه بيده، فسكن.

 والأحاديث في حنين الجذع مشهورة ومنتشرة، والخبر به متواتر.

فهذه الاسطوانات لها مكانة وتاريخ، خاصةً أنَّها شهدت الأحبَّة محمّداً وآلَهُ، فيقفُ المرءُ عندها مُصلِّياً وداعياً ومُتبرِّكاً.

ولا ننسى أنَّ كلَّ المسجد الشريف مباركٌ ومعظَّم، ومن أفضل مساجد الدنيا، كما رأينا ذلك آنفاً.

 الصُفَّـة:

وهو المكان الذي جعله رسولُ الله (صلى الله عليه وعلى آله وسلم ) للغرباء والمساكين يركنون إليه، حتى إذا جاء المساء فرَّقهم على بيوت المسلمين، ويأخذ بعضاً منهم يتعشَّى عنده.... وكان يُسمَّون أهل الصُّفَّة.

 وهذا المكان يقع تحديداً على باب جبرائيل (عليه السلام ) مقابل"محراب التهجُّد"ومنزل فاطمة (عليها السلام ) واضحُ المعالم يراه كلُّ الداخلين إلى المسجد الشريف، مساحته 30 متراً وإرتفاعه نحو 40 سنتم.

 ونزلت آياتٌ في أهل الصُّفَّة حيث كان رسول الله (صلى الله عليه وعلى آله وسلم ) يُجالسهم ويأنس بهم ويتحنَّن إليهم كان يُقاسمهم الهدايا والأموال... فأنزل الله سبحانه: ({وَاصْبِرْ نَفْسَكَ مَعَ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ وَلَا تَعْدُ عَيْنَاكَ عَنْهُمْ تُرِيدُ زِينَةَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا }). سورة الكهف المباركة، الآية 28.

 وعندما نزلت الآية الكريمة قال رسول الله (صلى الله عليه وعلى آله وسلم ):"الحمد لله الذي جعل في أُمَّتي مَنْ أُمِرتُ أن أصْبِر نفسي معهم".

 بيت النَّبي(صلى الله عليه وعلى آله وسلم ):

وهي الحجرة الشريفة، ومساحتها أربعة أمتار طولا ً ومثلها عرضاً تقريباً ويتَّصل بعضُ البيت بدار السيدة فاطمة الزهراء(عليه السلام ) وكان ملاصقاً لها. وفاء الوفاء، ج2،ص523.

 ولمَّا تزوَّج رسول الله (صلى الله عليه وعلى آله وسلم ) بنسائه بنى لهنَّ تسعة بيوت... لكنَّها وللأسف هُدمت في توسعة الوليد بن عبد الملك لأسباب سياسية، حيث كان الناس يتجمَّعون حول الحسن المثنَّى بن الحسن بن علي بن أبي طالب وكان يسكن في بيت فاطمة (عليها السلام )، فخاف أن يكون ذلك بداية حركة تمرُّد، فبادر بهدم الحجرات مُتظاهراً بتوسعة المسجد... وعلَّق أحدهم على المشهد بقوله: فما رأيت يوماً كان أكثرَ باكياً من ذلك اليوم.

 وقال آخر: والله لوددتُ أنهم تركوها على حالها، ينشأ ناشئ من المدينة، يَقْدُمُ قادمٌ في الآفاق فيرى ما اكتفى به رسولُ الله (صلى الله عليه وعلى آله وسلم ) في حياته، ويكون ذلك ممَّا يُزهد الناس في التكاثر والتفاخر فيها.

 والحجرة الشريفة هي مقبرة رسول (صلى الله عليه وعلى آله وسلم )، وتقع تقريباً بعد تجاوز باب البقيع بخطوات وتمتد طولا ً إلى ما قبل جبرئيل. راجع" معالم مكة والمدينة" للشيخ يوسف رغدا، ص298.

 بيت فاطمة(عليه السلام ):

ويقع بالقرب من اسطوانة جبرائيل بعد اسطوانة الوفود مباشرة، وهو على يسار الداخل من باب جبرائيل(عليه السلام ) (أكثر الزوَّار يدخلون من هناك) فلو سار مستقيماً إلى الأمام، ووصل آخر الحائط الحديدي الواقع على يساره، لكان في موضع الباب.

 وفي هذا البيت كان زواج علي من فاطمة(عليه السلام )، وفيه وُلد ريحانتا رسول الله (صلى الله عليه وعلى آله وسلم ) الحسن والحسين، وفيه كان رسول الله (صلى الله عليه وعلى آله وسلم ) يمكث، ويقصده بعد المسجد إذا جاء من سفر، وفيه نزلت آيةُ التطهير.

 قبر النَّبي(صلى الله عليه وعلى آله وسلم ):

حيث تولَّى تغسيله عليُّ بن أبي طالب(عليه السلام ) والضل بن العبَّاس وأُسامة بن زيد ثمَّ دُفن في الحُجْرة الشريفة، وجُعل الرأسُ الشريف إلى المغرب، ورجلاه إلى المشرق، ووجهُهُ الكريم إلي القِبْلة.

ويقع الآن القبرُ الشريف وبيتُ فاطمة(عليها السلام ) داخل مقصورة واحدة. راجع المصدر نفسه، ص299

 قبر فاطمة (عليه السلام ):

والكلام فيه كثير، حول ما إذا دُفنت في بيتها، أو في البقيع، أو الروضة الشريفة. ورجَّح البعض أنَّها دُفنت في بيتها، كما قال الشيخ الطوسي والشيخ الصدوق وصاحب الجواهر، وهذا يتناسب مع وصيَّتها ودفنها ليلاً دون تشييع. هداية النَّاسكين، ص254.

 وكاتب هذه الكلمات يُلفت النَّظر إلى قول أمير المؤمنين في نهج البلاغة: " السلام عليك يا رسول الله عنَّي، وعن أبنتك النازلة في جوارك..." فالنصُّ صريحٌ في المجاورة. نهج البلاغة، الخطبة 202.

 ويبقى أنَّ المعالم الإسلامية التي هُدمت بسبب التوسعة، ولم يُحافظ عليها، كثيرة لأنَّ تاريخ رسول الله (صلى الله عليه وعلى آله وسلم ) وأهل بيته والصحابة والتابيعن والأولياء... كان هناك. يبدو أنَّ موضع قبرها الشريف كان معروفاً حتى أوائل القرن الرابع عشر الهجري، فقد ذكر البتنوني في رحلته أنَّه شاهد الضريح المشاد عليه وهو بين البابين المؤديِّيَيْن إلى الدار.

 ومن هذه المعالم:

 أ- بيت الإمام جعفر الصادق(عليه السلام ) الذي كان موجوداً حتى عشرين سنة من تاريخ كتابة هذه الكلمات كما ذكر بعض الثقات، وبيت أبي أيوب الأنصاري حيث نزل رسول الله(صلى الله عليه وعلى آله وسلم ) عند قدومه من مكة، وبيت عبد الله بن عمر، وبيت حسن بن زيد العلوي،.

(تقع من جهة الجنوب، والجنوب الشرقي).

 ب- مقبرة عبد الله بن عبد المطَّلب والد رسول الله (صلى الله عليه وعلى آله وسلم ) الذي تُوفي في تجارة له في يثرب، ومسجد عثمان بن عفان، والمدرسة الحميديَّة، ومدارس القرآن، ومسجد بلال....

 ج- مسجد السيدة فاطمة الصغرى وبيتها، وبيت مروان بن الحكم،...والكثير من المعالم الأخرى.

(تقع من جهة الغرب).

 د- بيوت بني هاشم وهي كثيرة، لأنَّ محلَّتهم (حيَّهم) كان هناك، ويمتد من باب جبرائيل إلى البقيع.

وظنِّي أنَّ كلَّ الزوَّار يعرفون هذه المنطقة جيداً، لأنَّها تقع في طريقهم اليومي بين الحرم النَّبوي والبقيع.

وفي تلك الجهة بيت خالد بن الوليد وعثمان بن عفَّان وبيت أبي بكر ومقبرة والد صلاح الدين الأيوبي وعمِّه.

(تقع من جهة شرق المسجد النَّبوي ناحية البقيع).

  ــــــــــــــــــــــــــــــــــ

1- عندما أشار على يهود بني قُريظة بأن لا ينزلوا على حكم الرسول الله(صلى الله عليه وعلى آله وسلم ) فنصحهم بعدم الاستسلام... فأخبر جبرائيل النَّبي (صلى الله عليه وعلى آله وسلم ) بهذه الخيانة. وقال أو لبابة: فوالله ما زالت قدماي من مكانهما حتى عرفتُ أني قد خنتُ الله ورسوله.